Tuesday 4 September 2012

مينا....

طول الوقت وأنا بضحك علي نفسي وبستعبطها...مش عايزة أنطق الحقيقة اللي أنا عارفاها كويس....عشان الحقيقة مش هتكتمل إلا لما ننطقها...وساعتها بس هنحس بالفجيعة
طول الوقت وانا بتكلم عن مينا..بس عمري ما استخدمت مفردة لغوية تفيد معنى الموت..قبل مينا..بعد مينا..يوم مينا...حاولت مرة إقول قبل استشهاد مينا..اتلجلجت كتير لدرجة اني اتلغبطت في نطق كلمة "استشهد"..مكنتش فعلا عارفه انطقها!
 لحد دلوقتي مش قادرة أسمعها من حد ولا عيني تشوفها مكتوبة..كل ماتيجي سيرته مع حد عينيا تفضل تلف في المكان واحنا بنتكلم..مع اني ممكن أكون بحكي ذكريات مبهجة عنه..عشان كل ذكرياتي معاه كانت مبهجة فعلا..كفاية ضحكته اللي كانت فعلاً بتفّرح قلبي..اول مايشوفني من بعيد يجري ويسلم عليا ويحضنني..اقوله: "ازيك يا واد يا مسيحي"؟؟ يرد: "ازيك يابت ياشيوعية"
كل اللي بعمله ده وحالة الانكار اللي انا فيها دي عمرها ما بتنفي حقيقة ان مينا مات..مات مقتول..مينا مات بقتول برصاص الجيش بتاعنا اللي جزء من ضرايبنا بيتصرف على تسليحه..الرصاصة اللي فرتكت رئة مينا وكبده ناس كتير مننا مشتركين في تمنها..
مينا اتقتل يوم أحداث ماسبيرو...مات برصاصة فرتكت اعضاؤه الداخلية..ااه الطريقة اللي مات بيها مكانتش ابشع ميته في اليوم ده..على الأقل مينا كانت جثته سليمه ظاهريا مكانش فيها عضو ناقص او مفصول زي كتير غيره من اللي دهستهم المدرعات يومها..
اللي حصل كان مأسوي ومفجع بكل المقاييس..بس إحنا للأسف مكانش عندنا وقت نحزن بشكل كافي...ماعرفناش نزعل في محمد محمود..وبقينا زي الميتين مش حاسين بأي حاجة...في حاجة ماتت فينا في ماسبيرو وحاجة تانية ماتت في محمد محمود..
يمكن الأفضل اننا نحاول دلوقت نحزن الحزن اللي ماحزناهوش عشان مانطقش من جنابنا..وأول خطوة نعملها إننا لازم نقر بالحقيقة...
وحشتني يا مينا.....

مينا صديقي مات مقتول برصاص الجيش اللي جزء من ضرايبنا بيروح لتسليحه!

No comments:

Post a Comment