Monday 2 November 2020

أنت، وبينك فلويد

 هل تعلم انه من يوم فراقنا لم أستمع لفرقتنا المفضلة، تلك التي وشمناها على ذراعينا كي لا ينسى أحدنا الآخر!

ربما أنا أخاصمها وأقول أنها السبب في الفراق. من اعتدت سماعهم عند شعوري بالحزن، فأنت تعلم كم أن أغنياتهم كانت تحسن مزاجي بشكل أو بآخر.

 

ينتفض قلبي عندما أطلب من الأصدقاء مشاركة موسيقى جميلة معي تساعدني على العمل، فيبعث لي أحد الأصدقاء بأغنيتنا أنا وأنت المحببة. كل نغمة يعزفونها ترسل لي رسائل مبهمة تأخذ حيزًا من تفكيري، ولكنك لست بها!


لم أكن مستعدة للوداع الآن، ولن أكن ابداً... طالما ظننت أننا سنتشارك فنجان قهوة ونفترق كصديقين، ويدور كل منا في عالمه.


منذ فراقنا وأنا أحاول ألا أخاطب أصدقائنا المشتركين وألا أتصفح صفحتهم الشخصية على الفيسبوك. فآخر مرة فعلتها، سمعت صوتك عبر أحد الفيديوهات، وهو ما كنت أتجنبه، لعلي أنسى ذلك الصوت.


أشعر بالغربة كلما فكرت أنني لا أعلم ماذا تفعل في يومك. أصبح كل منا في عالم بعيد عن الآخر، تفصل بيننا القارات والمحيطات، طُرق أصبح من الصعب انها تتلاقى.


أتعلم، كنت أتابع صفحتكَ الشخصية بحساب آخر، أرسلت لك رسالة وندمت، وتحدثت مع أصدقائنا المشتركين لمجرد الشعور بأنك بجانبي. كنت في أمس الحاجة لسماع صوتك، كنت أستيقظ لأرسل لك رسالتنا المعتادة في نفس الوقت، ناسية تماماً أنك قمت بحظري. مرت أيام كانت عبارة عن أنين وصراخٍ صامت، ولم أجرؤ أن أستمع لقائمة أغنياتنا المفضلة، ثم يأتي الظلام مُحمّلاً بخيبة جديدة من اليأس.


اقترب عام كامل على الانقضاء منذ فراقنا، لم أجرؤ حتى الآن على حذف كل الصور التي تجمعنا، ولكني طلبت من الحياة أن تشغلني عن طريقك. كنت على استعداد أن أغفر كل ما حدثَ من تصرفاتك الطائشة والمتعَمَدة ليحدث هذا الفراق.


حاولت صنع دوائر جديدة حيث كل من بها لا يعرفونك، ولكنهم يعرفون فرقتنا المفضلة! فأصبحت أراك في كل جلسة أو سهرة نستمع فيها إليهم... كل الذكريات تنهال عليّ في ثواني معدودة. تذكرت أول مرة استمعنا إليهم سويًا، تذكرت أننا استمعنا لنفس الأغنية لمدة ١٠ مرات على التوالي، تذكرت ضحكنا سويًا في تلك اللحظة. ولكني الآن اسمعها وحدي، وأنت لست معي.

 

أنت تعلم أنني من أولئك الذين لا يعرفون النوم إذا انتقلوا من غرفة إلى أخرى، وأحتاج إلى عدة دقائق حتى أتأقلم مع وسادتي الجديدة ومع عدم وجودك بجانبي أيضًا. كنت تعرف جيدًا اهتمامي بأدق التفاصيل، بل كنت تعلم تفاصيلي، الآن ليس لدي الطاقة الكافية لأشرح تلك التفاصيل من جديد لأحد.

 

أحاول الانشغال عن افتقادي لك بأشیاء تافھة، بسماع حكایا غیر منطقیة أفقد تسلسلھا... ولكنني أجد نفسي أكتب لك، بالرغم من أنني لم أجد أسباباً تقنعني بالمغفرة لك على عدم وجودك بجانبي في أسوأ أيامي كما تعودت، ولكنني غفرت!

أكتب لك لأنني لا أجد من يفهم تفاصيلي سواك، ولأن لدي الكثير من الحكايات.

أكتب لك لكي تخبرني أن كل شيء سوف يكون على ما يرام، وأنني أستطيع أن أفعل كل هذه الأشياء المستحيلة، لأنك تثق بي.

أكتب لك بينما أستطيع سماع أغنية Hey You في أذني، التي تبدأ بعزف تمهيدي هادئ للجيتار، والكلمات توجه هذا الخطاب لك: "أنت يا من تزداد وحدتك ويكبر سنك في هذا البرد... هل تشعر بي؟"