صباحاتها دائمأ ما تكون عادية بل والكثير منها ممل ، تظل
مستلقية لفترة تعيد فيها ظبط منبهها عدة مرات
لكنه اليوم صباحاً مختلفاً ، مبتسماً ، ملئ بالكسل
اللذيذ ، يعلو غناها فيه بصخب ، تفتح جميع النوافذ فيدخل النور ويلقي بظله الجميل
علي الأرض وخلال مسام جلدها الناعمة.
تنزلق ملابس النوم من علي جسدها الضئيل من أعلي حتي
اصابع قدميها الصغيرة ، لا تملك الا الخضوع لقطرات الماء المنسابة كاللؤلؤ..
في العمل توزع ابتساماتها علي أصدقائها كالفراشة التي
تنتقل من زهرة الي أخري .
تكتشف انها لم تسمع صوته حتي الآن وقد غابت الشمس ، ترقص
في حجرتها وحيدة ، تقفز في الهواء علي صوت
دقات طبول غير مسموعة.
ترقص وترقص وتدور مع الكرة الأرضية ، تتخيل صدره الذي
يبتلع رائحتها حين يضمها.
تجلس منهكة ثم تقوم لتعد الطعام ..
تنتظره ليعود في المساء ، تنهمك في صنع قهوتها ، تدخن من
علبة تبغه ، تكتب ، تجلس علي مقعده المعتاد ، تحتمي بأشيائه ، تهشم الأشياء بعصبية
، تتحول الي تمثال وسط الغرفة تتراقص ظلال الشمعة من حوله..
حتي ترنو اليها اصابعه ملامسة جسدها المنهك هامساً في
أذنها :"وحشتيني"