Thursday 29 November 2012

الصمت في زمن الثـرثـرة


كل ما حولنا يتكلم .. ضجيج .. أصوات عالية.. صخب.. ازعاج .. عالم متغير
الكل يريد أن يصل ويدرك الجري والسير وكأنه في سباق مع الوقت والزمن
ضوضاء .. ازعاج .. طلبات في كل مكان
واقـع .. واجـب ... اوامر .. نواهي .. مفروض 
كان هناك شي مازال يحتفظ بهدوئه ووقاره وهيبته وثباته في هذه المعمعة ....
أنه " الصمــــــت 
الصمت الذي نلجاء إليه كلما ضاق بنا الحال نهرب إليه
كلما ارتفع صوت الضجيج والإزعاج
فعلاً أن للصمت حكمة
فهاهو صمت في زمن الثـرثـرة !!!
الصمت الذي نرتمي بين أحضانه في لحظات الصدمة والانكسار
الصمت الذي يحتوي دموعنا و آهاتنا بل يكتفي والنظر إلينا بصمت دون أن يخبر بها أحد
فدعوا من الصمت عنوان لنا حين الغضب
وحين يعم المكان بثرثرة وحينا يتكلمون بأمر لا نفقه فيه شي..!!!!!

Sunday 18 November 2012

المرايا



لا يبدو عليه الحزن ، ينتقل بين المرايا من واحدة لأخري ينظر الي نفسه..
ربما لم ير يوماً وجه أبشع من ذاك كلما نظر في المرآة
أحياناً يري في نفسه البطل فيشعر بقوة حتي يظن انه لا يقهر، ثم لا ينفك يشعر بضعف لا يضاهيه ضعف فيعيد ترتيب حساباته أو هكذا يسميها والتي لا يعلم عنها شئ ولا الي أين تقوده.
ربما هي أيضاً ليست حسابات..ربما هي مجموعة من التراهات يحشو بها رأسه لئلا تكون فارغة أحياناً.
ووسط تراكم الهموم يبصر بريق أمل ووسط أضعف اللحظات يشغر بذرة قوة..
تمر أيام تليها أيام وشهور تليها أخري ومازالت الهموم تتراكم ويزداد الضعف ولا يبصر غير بريق الأمل..ولا يشعر بأكثر من تلك الذرة..ذرة لا تكفي للصمود أمام عاصفة أخري أو حتي مجرد مد أو جزر بسيط.
يال كثرة ما يعترضه من أعاصير وعواصف ، لكنه مازال صامداً ويبصر بريق الأمل..لا يدري ربما يتمني لو انه يفقدها أو أن يستيقظ ولا يبصر ذاك البريق..فلم ينله من القوة سوي زيادة في الهموم ومن بريق الأمل غير قصور في النظر – أو هكذا يشعر – يتمني لو انه فقط ينهار..لو انه يكف عن الصمود..لو انه يعترف بضعفه أمام ما يحدث..
تمني لو انه..يبكي !!


Saturday 17 November 2012

يارب !!

مناجاة طفل أسيوطي
بيقولوا عليك عادل 
طب قوللي انا مش عارف مين اللي قتلني
اصل انا لسه 5 سنين 
طب صاحبي اللي كان بيطبل علي الزمزية بتاعته..تعرف مين قتله؟؟
 
قالوا عليك انك برضه حنّين..طب هتبقي حنّين عليهم وانت بتحاكمهم؟؟ 
طب هتحاكم مين؟؟ العامل ولا الوزير ولا المحافظ ولا الرئيس؟؟ 
ولا الجاهل ولا الفاشل ولا اللي فكره عقيم ومستخسر امي تحزن فيا؟؟ 

طب هو انا هدخل الجنة ولا النار؟؟
طب واخواتي؟؟
ايه ده استني كده..ده اخويا واختي معايا اهم..
طب مين هيجيب طلبات السوق لماما دلوقتي؟ 
وحياتك خليها تبقي كويسة اصلها حنّينة خالص وقلبها مش هيستحمل انا عارف 
طب وأصحابي في المدرسة؟؟مش هشوفهم تاني؟؟ 
طب كراسة رسمي مش هلّون فيها تاني؟؟ 
وميس مني مش هعرف اشوفها تاني؟
 
بيقولوا انك جبار..ورينا جبروتك عليهم !! 



Monday 12 November 2012

كلمات مبعثرة

أبحث عن الأمان وسط الكلمات والسطور
أحتمي من الموت بقلمي
أخاف أن يتسرب الحزن الي قدميّ
ولكن في حضرته..كاد الحزن أن يبدو جميلاً
كنت أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي
وصفني بالطفلة
نعم..فأنا أحياناً أشعر بطفلة في داخلي تلهو في كتاب
لا آخذ نفسي مأخذ الأدب ولا آخذ الكتابة مأخذ الجد
وحدها النار تعنيني
فلا تنتزع مني أعواد الثقاب ودعني أواصل اللعب بالنار من أجل حرائق كثيرة قادمة
فوحدها النار تصلح ساعي بريد عكس البحر الذي لا يؤتمن علي سر !

Wednesday 7 November 2012

أنا وظلي


لا أعرف كيف أشرح ما بي لكني سأختزله بجملة واحدة
أنا فتاة بلا ظل
ظل..انعكاس..لا أدري..لكن كل ما أعرفه انني أنظر في مرآتي فلا أري الا الفراغ
أشبح أنا؟
لا أظن..فهناك من يتحدث معي
لكني لا أري انعكاس لي !
أحياناً كثيرة أتسائل هل كان لي يوماً ظلاً؟
بالتأكيد كان لي
مازلت أتذكر تلك الفتاة ذات الضحكة الصاخبة..كانت جميلة حقاً
تري كيف تبدو الآن؟
إذن متي إختفى ذلك الظل؟
بالتأكيد لم يذهب بين ليلة وضحاها ، لقد تلاشي تدريجياً
ظننت في البداية أن عينيّ تخادعانني ، لكنها الحقيقة بعينها
رأيته مهزوزاً في المرآة فأدركت وقتها أنه قد قرر الرحيل
منذ عشر سنوات
اشتريت عشرات المرايا ، جربت عشرات الأطباء
كان التأكيد الدائم أن "كل شئ علي مايرام"

ثم جائني هاتفك اليوم
بعد عشر سنوات
كأننا كنا سوياً البارحة
كانت مكالمة سريعة: "أنا رجعت..عاوز أشوفك"
وافقت في الحال
سأقابلك في ذلك المقهي القديم الهادئ وسأنتظرك علي نفس المنضدة وستأتي القطة التي كم افتقدتها كثيراً تقفز علي رجلي وأنا جالسة كعادتها القديمة..أتري هل ستعرفني بعد كل هذه السنون؟؟ ستجعلني أطعمها كما اعتدت؟
تسائلت في نفسي..تري ماذا تريد؟
لا يهم..سأذهب علي أية حال

ها قد حان الوقت لأستعد للنزول
فكرت لأول مرة منذ سنوات في ظلي
أحتاجه فقط للحظات لأتأكد من هندامي
ولكنه كعادته هرب مني !

ذهبت في موعدتي ووجدتك تنتظر هناك في مكاننا
قمت لتصافحني وتحتضنني بعينيك
لم تتغير كثيراً فقط بعض الشيب الذي غزا شعرك وبعض الخطوط التي رسمتها العشر سنوات علي وجهك..لازالت عينيك جريئتان كما هي لم تتغير
لكن تري ما رأيك في الآن؟ هل تغيرت؟
"لازلت جميلة"
هكذا نطقت فكعادتك تقرأ ما بداخلي
ابتسمت لك وصافحتك ، جلسنا وتحدثنا
تحدثنا وروينا ما حدث في حياة كل منا
"لم أنسك يوماً أتعلمين ذلك"؟
ابتسمت بخجل : "وأنا أيضاً"
"لسه بحبك"
اتسعت ابتسامتي لتشمل وجهي كله
خرجنا من المقهي تلامس أناملي كفه ، واذ بي ألمحه علي الباب الزجاجي
هذا الغريب الذي ظننت أنني لن أراه للأبد
ظل امرأة ثلاثينية يشوبها بعض الجمال..تمسك بكفي رجل نظرته كافية لجعل جسدها بأكمله يبتسم ! تلك الابتسامة التي كانت قد نست كيف تبدو
لكنها تذكرت الآن..
تذكرت أنها الآن امرأة ذات ظل !