Wednesday 20 July 2016

عزيزي...
هل أخبرتك من قبل أنني من هؤلاء الذين يتسمرون أمام لائحة الطعام في المطاعم ويُفكرون مليًا في كل الأصناف أمامهم، ولكن لا يستطيعون حسم أمرهم بسهولة خوفًا من سوء الإختيار؟
هؤلاء الذين يخشون اذا ما قرروا المجازفة بتذوق صنف جديد، أو خوفًا من الندم بعد إختيار صنف يطلبونه دائمًا.
ينعتهم الناس بعدم تجلي روح المغامرة لديهم ومحاولة استكشاف نوع آخر عندما أتيحت لهم الفرصة...
أشعر معك أنني شفافة ككوب من الكريستال، تظهرعليه البصمات والخدوش بوضوح، كما يكشف بنقاء عما يحتويه. حتى أن محاولات العناية به كانت دائمًا ما تترك آثارها.
هل تعلم يا عزيزي أن الكريستال كان يتمنى سراً لو أنه صنع من طين أو فخار، كي يستطع أن يحتفظ بما يخصه بداخله.
لا، لن تعلم ذلك حتى تعاني من شفافية ملامحك وانعكاس روحك على قسمات وجهك، حتى ترى تلك النظرة التي تٌخبرك أنك ضُبطت متلبساً بالحزن، أو بالأحرى الجُرم المشهود في كل العيون.