Thursday 9 January 2014

ليست كل النهايات سعيدة

جلست علي المقهي الذي طالما جلست عليه كل يوم في نفس الميعاد تنظر للفاترينات المتكدسة بالملابس ذات الألوان الصارخة ، لم يأت اليوم ليجلس معها مثلما يفعل كل يوم في نفس الميعاد ، جالت في خاطرها مئات الأسئلة
"لماذا تُبقي علينا؟"
"هل بالفعل تركتنا؟"
"هل من طريقة للفرار منك؟"
دون اجابة واحدة ترضيها
هي تعلم جيداً بأنك لست قاتلاً مأجوراً
"لكن لماذا دائماً تأخذ منا المقربين؟"

تشيح بنظرها بعيداً طاردة كل تلك الأفكار المؤرقة وتعود للفاترينات


تارة تري اختها الصغري في عيون بائعة شابة تستجدي أخريات في مثل عمرها لشراء كيس المناديل ، وتارة تراه في ذلك الشاب في المحل المجاور الذي تمتد أصابعه المرتجفة لتنتزع قطعة الملابس من علي جسد احدي المانيكانات فتتذكر تلك اللمسات الخائفة التي ترددت في نزع ردائها المخملي وسط قلقه المشوب بالحب

تذكرت ضحكاتها الخجولة الصاخبة في آن واحد فيما بعد كلما ذكّرها بتلك الليلة

افاقت من ذكرياتها لترتشف قهوتها قبل أن تصيبها برودة يناير 
وجدت حولها المقهي يتسع أكثر فأكثر وتتحرك السيارات مسرعة بين طاولاته ، يمتزج صوتها بثرثرة الرجال وتصارع القطط كأنها موسيقي شجية


حتي عامل المقهي صاحب الوجه المتهكم اختفي وحل مكانه شاب انيق بابتسامة رائعة

كأن الجميع اعتنقوا الحب ديناً

انها فقط تستهويها النهايات السعيدة قدر ما تفتقدها

صحوت من غفلتها علي صوت صديقتها "هنتأخر علي الجنازة"

No comments:

Post a Comment