Tuesday, 5 April 2016

لا تتعجب...

لا تتعجب يا عزيزي...
عندما تجدها - فجأة وبدون أية مقدمات - تنثر الورود على من حولها. تعلو ضحكاتها فرحًا، وترى في كل الدنيا بهجة تعجز كلماتها عن استيعابها. تهرول الى دفتر أحلامها لتمزق كل القوائم القديمة لتكتب أحلامًا جديدة واحدة تلو الأخرى. تبحث عن كل جديد سعيد، وتفتعل الأحاديث والحكايات. تقص على من حولها كل روايات الحب والعشق القديمة. تتغير ملامحها، تتبدل ملابسها بألوان الطيف، وأحيانًا تنتابها حالة من الجنون لتبدل شعرها بلون موج البحر.
لا تتعجب. فهي تهيم بك عشقًا.

Sunday, 27 March 2016

كالعادة مزدحم يومها بتفاصيله المملة، غارقة في ضجيجه العشوائي.
لكن وسط الزحام تباغتها ذكراه.
وفي حمى الضجيج يتسلل لها صوته.
تبا لتلك الذاكرة...
لم تُسقِط كل شيء عداه؟
وتبًا لك ..لما ترفض الغياب؟

Thursday, 11 February 2016

عشرون عامًا مضت

في تلك الغرفة الباردة المليئة بالأنابيب وزجاجات الادوية رأيتك ممددا على ذلك السرير المعدني شاخصا بعينيك بعيدا، نظرت الى تلك التجاعيد التي كانت تملأ وجهك الشاحب وعروقه الزرقاء الظاهرة. أخذت أنادي عليك كثيرا لكنك لم تجب، لم أكن أعلم هل كان ذلك بسبب تأخري في المجيء إليك وإنشغالي باللعب مع صديقتي بمنزلها أم أنك مثلما يقولون في ما يسمى بـ "الغيبوبة"، ذلك اللفظ الذي كان من الصعب وقتها على طفلة ذات العشر سنوات مثلي أن تتفهم معناه.

لا أكاد أذكر شيئا آخر من هذا اللقاء، ولكني أتذكر اليوم التالي، أتذكر رؤيتي لابن خالتي لأول مرة حاملا على عنقه سماعة الطبيب بجوار سريرك بالمنزل، كان أيضا يهمس في أذنها بشيء لم أستطع تمييزه، ولكني لم أعرهم إهتماما لفرحتي بوجودك هنا بعد مرور عام تقريبا أمضيته بتلك المستشفي الكئيبة التي طالما كرهتها. نعم فالآن سأراك وقتما أشاء بدون مواعيد الزيارة التي كنت أمقتها لأنها دائما كانت وقت دوامي الدراسي. وفرحت أكثر الآن عندما سمعتها تنادي علي قائلة: "تعالي يالا سلمي عليه".
عندما اقتربت رأيت نفس الوجه الشاحب وتلك العروق الزرقاء ولكني وجدتك مغمض العينين، لم أعلم كيف استطعت النوم الآن وكل هؤلاء حولك بالغرفة؟! انت الذي لم تعتد النوم الا في الهدوء التام، ذلك الهدوء الذي طالما أجبرني علي إغلاق التلفاز فترة قيلولتك اليومية قبل موعد الغداء!

وسط تساؤلي بماذا يفعل كل هؤلاء هنا طبعت قبلة على جبينك ثم وجدتها تخبرني بإصرار ان أذهب الى منزل جارتنا، ويد تسحبني خارجًا. لم أعلم لم كل هذا الإصرار ولكني امتثلت لأوامرها ليقيني التام بأنها لن تكف عن ذلك الإصرار وستظل تكرر نفس الكلمات على مسامعي. علمت بعدها بدقائق سبب الصراخ وصوت عربة الاسعاف. لم أعلم أيضا لماذا لم ابك في تلك اللحظة.

جلّ ما أتذكره عنك مجرد بضعة تفاصيل ضئيلة تضيء في ذاكرتي كوميض كاميرتك الحمراء- تلك التي كنت تحرص دائمًا على التقاط الصور بها في كل مناسبة- تصاحبها في الخلفية صوت أغنية "يا حلو صبّح يا حلو طل" التي كنت تفضل سماعها يوميًا في الراديو منذ السادسة صباحًا حتى في أيام أجازتنا. أشعر معها بالهواء الرطب في وجهي، نفس احساسي عندما كنت تأخذني علي دراجتك – الحمراء أيضًا-  لنذهب الى المدرسة سويًا، نعم فقد كنت أنا ابنتك المدللة التي تصطحبها معك في العطلات الرسمية لزيارة اخوتك في مدينة طنطا، وكنت دومًا تقول لهم "دي اخر عنقودي" وتأخذني بعدها لشراء الحلوى.

أستطيع أن اسمع الآن ضحكتك الرنانة المميزة في أذني عندما أخبرك أن كل أصدقائنا يخافون من منزلنا باعتباره منزلا مهجورا مثل تلك المنازل الموجودة بأفلام الرعب، لكني طالما وجدت طمأنينة به، كنت دوما أقول انك مازلت موجودا هناك. ولكن عندما حان وقت استقلالي بعيدًا عن ذلك المنزل الذي تربيت به منذ نعومة أظافري تساءلت: هل كنت ستؤيد تلك القرارات أم ستكون مثل كل الآباء الشرقيين؟ هل كنت ستدعمني؟
يوما بعد يوم أجد العمر يمر بي يا أبي، صرت امرأة لا تشبه تلك الصغيرة "آخر العنقود " التي كانت تتأرجح بين يديك، ولكن قلبي مايزل نفسه ذلك الطفل المتشبث بك..
كم كنت دائمًا أفتقد وجودك خاصة وقت الأعياد، أفتقد هديتك السنوية لي في صبيحة عيد الميلاد المجيد، فوجدتني يومًا أشتري من ذلك التمثال المصنوع من الشيكولاتة من نفس البائع الذي اعتدت أن تشتري لي منه علّني أشعر بالدفء ووضعته بجانبي علي السرير كي تراه عيناي أول شيء يوم العيد. أخبرت نفسي أن سانتا هو من أحضره كما كنت تقول لي منذ عشرين عاما !

مع كل إنجاز في حياتي العملية أفكر هل انت سعيد وفخور بي؟ ام ستفضّل مثل اخوتي مقاطعتي؟أم انك ستتجه الى عدم المبالاة مثلما اعتادت هي ان تفعل؟  
أبي.. ها أنا اليوم أجدني تخطيت عامي الثلاثون، أجد نفسي بدونك كالتائهة في الصحراء الممتدة، أقف كالشجرة بدون جذور راسخة في الأرض لتأخذني الرياح حيثما تشاء.
كم افتقد يداك الحانيتان لتربت على كتفي عندما ابكي، نعم فأسرتي لم تهتم يوما بالاحضان او الملامسات الجسدية، لا اعلم هل انت ايضا مثلهم ام كنت ستفضل احتضاني؟

واليوم في ذكرى رحيلك أجد تلك العشرون عامًا لم تستطع أن تمح تلك الصور من ذاكرتي مثلما لم تقدر ان تمح ذلك الغضب من قلبي...


Sunday, 20 December 2015

يوما بعد يوم أجد العمر يمر بي يا أبي..
صرت امرأة لا تشبه تلك الصغيرة "آخر العنقود " التي كانت تتأرجح بين يديك
نعم .. مر العمر ولكن قلبي مايزل نفسه ذلك الطفل المتشبث بك..
كم أفتقد وجودك وها هي الأعياد تهل علينا
أفتقد هديتك السنوية لي في صبيحة عيد الميلاد المجيد
فوجدتني اليوم أشتري من ذلك التمثال المصنوع من الشيكولاتة من نفس البائع الذي اعتدت أن تشتري لي منه علّني أشعر بالدفء
أعدك أنني سأضعه بجانبي علي السرير كي تراه عيناي أول شيء يوم العيد
وسأخبر نفسي أن سانتا هو من أحضره كما كنت تقول لي منذ عشرين عاما !
إلى أن نلتقي يا عم مجدي :)

Sunday, 13 December 2015

كالطفة التي يداعب النسيم وجهها وتبتسم له كأنها تراه، كم تمنت أن تعيش تلك الحياة دون أن ترى أي وجه للتعقيد بها، بدون مفردات مركبة ومعقدة.
فقط هي بمشاعرها البسيطة الطفولية التي تجعلها تنطق الكلمات دون حرج.
كم يطربها أن تري من تحبهم في أحلامها، فتتقافز إلى يومها كأنها تطير مثل الورقة غير مكترثة لنظراتهم التي تتهمها بكونها بلهاء تضحك لعدم وجود أسباب، أو خرقاء عندما تلوي كاحلها فتقع ولكنها تنهض بكل رشاقة بعدها وكأن شيئًا لم يكن!
في صباحاتها أمل عجيب والحاح، لكن عندما تتباعد عنها الأمنيات تراها تضجر وتبطيء خطواتها، تنتابها نوبة يأس لحظية.
ولكنها سرعان ما تخبو وتزول مع خيوط الصباح الأوليّة أو مع كلمة اطراء ممن تحب ترسم علي وجنتيها ابتسامة بلهاء ساذجة.
فجأة يباغتها النوم...
يمر اليوم رغم صخبه تاركًا ورائه فقط جسد متعب يعلن استسلامه عند رؤية سريرها المخملي. 

Thursday, 30 July 2015

هل تعلم يا عزيزي أنني أوشكت علي الجنون؟
نعم .. فقد أمضيت طيلة اليومان الماضيان أكتب لك تلك الرسائل الالكترونية .. لكني لم أجروء علي الضغط علي ذلك زر الارسال اللعين ليبعث بأشواقي اليك .. احتراما لكهفك الرجولي..
لم أعد ادري هل هي هرموناتي المختلة أم بالفعل مسّني الحب!
أتابع بشغف تلك العلامة الخضراء وأظل احملق في شاشتي منتظرة ذلك المستطيل علّه يتلون فجأة بلون البحر - الذي طالما حكيت لي عنه وعن حياتك السابقة بجواره - فتنفرج أساريري.
أنتظر تلك الرسائل اليومية حتي أقرأها بعناية كالطفل المشدوه الذي يري الشارع لأول مرة في حياته، وأظل أعيد قرائتها علّني أجد فيه اسمي .. لكني أكتفي بكوني حلوتك أو عزيزتك فيها..
نعم فأنت من استطاع ان يُحدِث بقلبي ذلك الشغف الجنوني عند كتابتك مثلاً لوصف الحالة حتي ولو كانت بسخريتك المعتادة من هذا العالم .. يكفيني انها تُخبرني أنك بخير ..
رجلي الثلجي أنت .. ذو الثبات الانفعالي مما يجعلني أحُدِثُ نفسي : "أمتهالكة المشاعر أنا أم أن تهالكي معك ترابط وتوازني بدونك فقدان؟!"
أتذكر الآن تلك الخمسة أحرف اللاتي طالما أحببت ترتيلك اياها علي مسامعي فيرتجف بدني من جراء ذلك الصوت الهامس به يتلاشي كل شئ من حولي .. حتي ذلك الوجع الجسدي القاتل ..
تسطع عيناي بتلك الابتسامة التي أنت تحبها كلما رن الهاتف ولكني أعود أجر أذيال الخيبة عندما أدرك أنها ما الا مجرد تهيئات..
عزيزي.. مرّ اليومان في سكون مخيف منتظرة أن تلّوح في الأفق مختالا بخطوتك لترسم الفرحة ..
عندي الكثير من الحكايات لأقصها علي مسامعك عن يومي في العمل، فأنا أعلم كم أنت شغوف بسماعها.. الكثير من الأحداث والضحكات قد مروا بي .. ليس بها العديد من الانجازات.. لكنها ماتزل حكايات شيقة .
هل تعلم أيضاً يا عزيزي أنني ظللت أستمع الي قصيدتك مرارًا وتكرارًا حتي أشعر بتلك النشوة تدغدغ مسامعي .. نعم يا عزيزي فأنا أيضاً حين أسمع صوتك يبدأ قلبي في الطيران فلا تحرمني متعة أن أكون ملاكًا مثلك ...
حسنا يا عزيزي .. يكفي هذا اليوم ..سوف أذهب الآن لأنثر بضعة قطرات من الماء الدافئ علي جسدي المتعب منذ أمس وأتدثر باهدائك المكتوب علي روايتك وأحاول النوم ..

Thursday, 23 July 2015

مولعة أنا بك



أحبيني بعيداً عن بلاد القهر والكبت ، بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموت

 لطالما أحببت ترتيلك لهذه العبارة علي مسامعي , فدائماً ما كنت أتخيلك كـنزار تتمادحني بها مُحدِثاً بقلبي شغف جنونيّ
و دائماً ما عشقت صوتك الذي به يتلاشي كل شيء ، حتي أوجاعي معك
مولعة أنا بك رغم هذا الوجع , أمذنبة أنا ؟ أم أن تواجدك هو الخارق للفلك , خارق حتي النشوة

   رَجُلي الثلجّي أنت ! نعم... فأحياناً ماتتغلف مشاعرك ببرودة غامضة تجاهي ,و تظاهرك بكونك "شخصاً عادياً " أمام الأصدقاء لا استمرئه أنا !
أمتناقضة أنا ؟ أم أن تناقضي معك ترادف و جنوني بك تعقل

رجوليّ الأفعال أنت , حاد الطِباعِ ! فدائماً ما تمتلك توزان بين عقلك وعاطفتي , أمتهالكة المشاعر أنا ؟ أم أن تهالُكي معك ترابط . وتوازني بدونك فقدان

طفوليّ التصرفات أنت , مُحب للتملك ، نعم لديك من القدرة لا تحسبها علي اثارة غيظي.. طالما آمنت أن تواجدك كفيل بإشراق شمس العشق علي كوكبي المُتعجرف المشاعر
أطقوس عبادتي لعشقك كافرة ؟ أم أن قرابيني أملاً في بقائك باطلة

ملائكيّ الملامح أنت , مُتمرس التعشّق ... عيناك ليالٍ دافئة كقصص عشقٍ متكاملة الأركان , لامتناهية البدايات 
ككواكب رفضت الإنصياع لمدار مجراتها , فسرحت كثقوب سوداء في فضاء ملامحك
تجتذباني دون أدني دفاع , دون أدني إقتناع فتغرقاني فيهما حتي الثمالة
أمٌبالغة أنا في تعلقي بك ؟ أم أن جنوني بك فاق كل شئ !